" النخبة" السياسية المحلية و خطأ الانتماء
بقلم/عمر العلاوي/المغرب
من أكبر الأفكار الخاطئة و المشاعة على نطاق واسع، هي فكرة النخبة السياسية المحلية. إشاعة يتداولها الإعلام و تزكيها النخبة " الحقيقية " و يصدقها الكومبارس الانتخابي المحلي الى درجة الانخراط في حروب ليس حروبه بشكل يسيء كثيرا للقواعد الأخلاقية للمجتمعات المحلية. فهل فعلا ينتمي المنتخبين محليا لطبقة "النخبة " السياسية ؟
قد تتقاطع بعض آليات إنتاج النخب مع واقع حالات معزولة محليا ، لكن من الخطأ أن يعتقد كل منتخب محلي أنه ينتمي للنخبة أو أن يعتقده المواطن كذلك. فجسور الانتماء مهدمة و مسالك الارتقاء مقطوعة بنفس قدر إنقطاع المسالك بين الدواوير داخل جماعاتنا. و المفتاح المفقود يتجلى في كون النخبة المركزية هي من ترتقي على ظهر كل ما هو محلي ، هي من يحدد موقع الخطى لكل من يمارس العمل السياسي وهي من يعرف معنى النخبة و معنى استدامتها و تتحكم في سلاليم الصعود و الهبوط للمقربين أو لا.
هل رأيتم يوما منتخبا محليا يصعد ادراج النخبة المركزية دون أن يتوسل ذلك من المتحكمين في سلاليم المركز حزبيا و اداريا و أشياء أخرى؟ هل سبق لإرادة المنخبين و الناخبين محليا أن انتصرت لرغبتها و فرضت وجودها؟
أقصى ما وصل إليه المنتخب المحلي و المواطن المحلي هو تبادل الإتهام و الدخول في صراع صار مزمنا بما يحمله ذلك من آثار سلبي على النسيج الاجتماعي للعائلات و الدواوير و القبائل ؛ و الغائب الأكبر هي المصلحة و التنمية.
نجحت النخبة المركزية ، سياسية كانت أو نقابية أو جمعوية أو اقتصادية أو إدارية في إدارتها الجيدة لحروب الهوامش . وهي بذلك تحسن التحكم في كل المجاري المغدية لاستمراريتها و استمرارها في إنتاج الفشل وطنيا. و أقصى ما اوصلتنا إليه هذه النخبة المركزية تجسد في حالة الوطن لدرجة عبر عنها صاحب الجلالة حينما صرح في خطبه أنه "فقد الثقة في أغلب هذه النخبة " و أن عملها و اشتغالها أنتج نموذجا تنمويا فاشلا. فهل تستوعب هذه النخبة المتحكمة في دواليب صنع القرار و بناء السياسات العمومية التنموية أنها فاشلة ؟ لقد قالها الملك فماذا تنتظرون ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق